وَقُلْتُ أُفَتِّشُ الأَوْطَانَ عَنْ سَكَنِ!!-صقر أبوعيدة-فلسطين
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
شعر

وَقُلْتُ أُفَتِّشُ الأَوْطَانَ عَنْ سَكَنِ!!

فَلَمَّا قَامَ عَبْدُاللهِ يَدْعُونَا لِنَغْرِسَ زَهْرَتَي صُبْحِ
وَكَانَتْ شِلَّةُ الْغِرْبَانِ قَدْ نَامَتْ عَلَى الْكَأْسِ
نَدَامَى اللَّيلِ صِنْوَانٌ وَحَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ
تُوَدِّعُ قَبْلَمَا تَتَهَيَّأُ الأَشْجَارُ لِلشَّمْسِ
فَقَدْ نَقَمُوا مِنَ الْوَطَنِ الْمُعَبَّأِ مِنْ نَوَاعِيرِ الْمَجَارِيحِ
وَمَا نَقَمُوا
وَلَكِنْ أَشْعَلُوا فُرْنَاً بِهِ وَطَنُ
لِمَ الْغَضَبُ؟
 عَلَى أُمٍّ بَكَتْ بَلَدَا
وَتَمْلأُ مِنْ جِرَارِ الْحِقْدِ قَلْبَاً يَمْتَطِي وَلَدَا
*****
وَهَا أَنَذَا كَفِيهِ الْبَحْرِ يَقْذِفُ مَوجَهُ غَضَبَاً مِنَ الرِّيحِ
فَمَنْ يَأْتِي عَلَى وَجَعِي وَيَنْزِعُهُ مِنَ الرُّوحِ
وَيَعْتِقُ مِنْ حُرُوبِ النَّاسِ أُغْنِيَةً
فَيطْلِقُهَا رَصَاصَاتٍ عَلَى جُرْحِي
وَلَكِنْ رَاحَتِ الأَيَّامُ تَحْشُو في أَتُونِ الصَّحْبِ أَحْلامِي
فَقُلْتُ أُفَتِّشُ الأَوْطَانَ عَنْ سَكَنِ
وَأَجْمَعُ مِنْ نُفُوسِ الْخَلْقِ مَا يُشْفِي غَلِيلَ الأَمْسِ وَالْوَطَنِ
فَأَمْضِي حَاسِرَاً لا حِقْدَ يَدْفَعُنِي
وَلا صَخَبَاً مِنَ الأَوْجَاعِ أَحِمِلُهُ
كَفَى زَمَنَاً يُحَمِّلُني مِنَ الأَوْزَارِ وَالْعَتَبِ
فَقَلْبِي لَمْ تَعُدْ غُرُفَاتُهُ تَخْلُو مِنَ الْمِحَنِ
وَحُلْمِي بَاتَ يُؤْلِمُنِي
*****
سَمِعْتُ بِأَنَّ مُشْفِقَةً تَجِيءُ لَنَا عَلَى الْبَحْرِ
وَشَاطِئُنَا لَهَا يَرْنُو مِنَ الْعَطَشِ
وَمَا رَطُبَتْ شِفَاهُ الْبِيدِ مِنْ زَمَنِ
فَدَلْوُ الْبِئْرِ مَرْسُومٌ عَلَى جُدُرٍ مِنَ الْغَبَشِ
كَمَا رَسَمُوا خَرَائِطَ تُوجِزُ الْوَطَنَا
وَأُخْرَى تَحْشُرُ الْمَصْبُورَ في النَّعْشِ
وَيَشْتَرِطُونَ خَتْمَ الذُّلِّ مَطْبُوعَاً عَلَى الْعُنُقِ
وَنَنْظُرُ في مَرَاعِينَا بِأَعْيُنِهِمْ
وَيَرْكَبُ طِفْلُنَا أُرْجُوحَةً في حَبْلِهَا صَفَدُ
مَفَاتِيحُ الْهَوَا تَغْفُو بِأَيدِيهِمْ وَتُفْتَقَدُ
*****
مَوَاخِرُ شَقَّتِ الأَمْوَاجَ أَلْقَتْ في مَرَاسِينَا
حُبُوبَاً تَسْكُبُ الأَحْلامَ وَالْوَسَنَا
وَحُضْنُ الْبَحْرِ لِمْ يَْرْقُدْ لَهُ صَدَفُ
فَكَيفَ تَنَامُ عَينُ الأمِّ وَالأَكْبَادُ تُخْتَطَفُ؟
وَأَسْيَاخٌ مِنَ الأَمْلاحِ تَمْرُقُ في مَآقِيهَا
وَنَسْمَعُ مِنْ عَلِيمِ اللَّحْنِ أَنْغَامَاً لَهَا كِسَفُ
تَنُوءُ بِهَا شُعُوبٌ نَارُهَا تَخْبُو وَتَنْحَرِفُ



 
  صقر أبوعيدة-فلسطين (2010-07-28)
Partager

تعليقات:
أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

وَقُلْتُ أُفَتِّشُ الأَوْطَانَ عَنْ سَكَنِ!!-صقر أبوعيدة-فلسطين

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia